مقدمة
ان تقويم المؤسسات التعليمية بما تشتمل عليه من مدخلات وعمليات ونواتج تعلم يتطلب الحصول على البيانات والمعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات صائبة توجه مسار العمل التربوى وتطوره. مما يزيد من مسئولية المؤسسات التعليمية فى أداء الأدوار المنوطة بها، وتوظيفها توظيفا فاعلا لتحقيق نواتج التعلم المستهدفة للمتعلمين فى ضوء المستويات المعيارية للمناهج الدراسية، وما يتعلق بها من العناصر المتمثلة فى المعلم، المتعلم، الإدارة.المدرسية وغير ذلك من مؤشرات ودلائل لتحقيق هذه المعايير المرجوة .
القيمة المضافة:
تعد القيمة المضافة طريقة لتحليل بيانات الاختبارات مع مراجعة نتائجها فى الصفوف السابقة للتنبؤ بنمو المتعلمين، والتعرف على اسباب هذا التوقع لنواتج التعلم المستهدفة، كم يمكن التعرف على اسهام المؤسسة فى تقدم المتعلمين نحو تحقيق اهداف التعليم المحددة (مثل، التحصيل المعرفى)‘ ويعتبر الاسهام نتيجة للعوامل المختلفة داخل المؤسسة نتيجة عوامل القدرة المؤسسية المتمثلة فى الموارد المادية والبشرية، نظم متابعة المتعلمين، المحاسبية على المستوى الفردى والجماعى، سياسة المؤسسة، ثقافة المؤسسة وغيرها، أو عوامل الفاعلية التعليمية المتمثلة فى استرتيجيات التدريس، التفاعل بين المعلم والمتعلمين، مناخ التدريس فى الفصل، الانشطة الصفية والانشطة اللاصفبة وغيرها، والتى تسهم فى تقدم المتعلمين، بغض النظر اذا كان المتعلم قد بدأ العام الدراسى بمستوى يفوق فرقته الدراسية أوأدنى منها. فالنمو السنوى المتوقع للمتعلم يعد فحوى منهجية القيمة المضافة، وبذلك تلقى نتائج هذا التقييم الضوء على اسهام المؤسسات التعليمية فى تقدم تعلم كل طالب. ويستفاد من هذه النتائج فى التقييم الموضوعى للمعلمينن وفاعلية المؤسسات التعليمية بما يساعد فى اتخاذ قرارات تربوية تستند الى بيانات واقعية طولية –اى عبر الزمن- وذلك بالنسبة لكل طالب وكل معلم ومقرر دراسى.
اسس القيمة المضافة:1.يسمح الاختبار السنوى للمتعلمين للباحثين بتتبع "النمو المتوقع" للمتعلمين.
2.يحقق المعلمون الذين حقق متعلميهم اكثر من المتوقع "قيمة مضافة مرتفعة".
3.لا تعتبر القيمة المضافة اختبار انما طريقة احصائية لحساب مقدار النمو للمتعلمين عبر فترة زمنية محددة من خلال نتائج الاختبارات.
4.تسمح لنا القيمة المضافة بتحديد مقدار النمو الاكاديمى للمتعلمين على مستوى كل من الفصل، والادارة التعليمية.
اهمية نماذج القيمة المضافة:1.التحول من قياس التحصيل الدراسي إلي قياس النمو التحصيلي.
2.تطبيق نظم المحاسبية كمدخل لاصلاح التعليم.
3.دراسة العوامل الاجتماعية الاقتصادية فى علاقتها بنمو التحصيل
1.التحول من قياس التحصيل الدراسي إلي قياس النمو التحصيلي
قد يقفز إلي الذهن سؤال، ما الفرق الاساسى بين تقييم القيمة المضافة وغيره من المداخل التي تعتمد علي رصد نمو تعلم المتعلم والتي من أشهرها مدخل النمو السنوي الكافي adequate yearly progress (AYP)؟ حيث يركز مدخل النمو السنوي الكافي يركز علي أن متعلمين كل مدرسة لابد أن يصلوا لمستوي كاف من التحصيل في مجموعة من المواد الدراسية لكي ينتقل إلي سنة دراسية أعلي، ولكي يتم التأكد من ذلك لابد من متابعة نمو تحصيلهم سنوياً. في حين أن مدخل القيمة المضافة يهتم بتقدم ونمو تحصيل كل طالب دون أن يكون هناك مستوي محدد ينبغى أن يجتازه كل المتعلمين بصرف النظر عن مستوياتهم التحصيلية السابقة. فتقييم القيمة المضافة يقيم نمو تحصيل المتعلم خلال عام دراسي كامل ويحدد ما إذا كان هذا النمو التحصيلي يتناسب مع سنة دراسية كاملة أم لا، وذلك لكل طالب وفقاً لنقطة بدايته الخاصة به وليس وفقاً لنقطة بداية مشتركة تهمل الفروق الفردية بين المتعلمين في البداية.
فنماذج القيمة المضافة تحاول التغلب على هذه المشكلات من خلال دمج مستويات التحصيل السابقة للمتعلم، ومنها على سبيل المثال، خصائص السياق. وهذا ما يجعل هناك امكانية لتحليل مدى التقدم فى اداء المتعلم لمعرفة تأثيرات المتغيرات المختلفة التى تؤثر فى تقدمهم الدراسى، ومن ثم أظهار ثقة كبيرة فى تفسير قياس اداء المؤسسة.
وقد توصلت العديد من الدراسات أن المتغيرات المتعلقة بالأسرة أكثر أهمية من المتغيرات المتعلقة بالمؤسسة، مثل مستوي وظيفة الأب والأم، عدد سنوات الدراسة السابقة، الاتجاهات الايجابية نحو التعليم وقيمته، الخبرات السابقة التي حصلها المتعلم خارج المؤسسة عن طريق القراءة والاحتكاك بثقافات أخري (عن طريق السفر والرحلات مثلاً)، والمستوي الثقافي والاجتماعي للأسرة. ويلاحظ هنا ملاحظتين،
اولهما، أن الاهتمام هنا بمتوسط التحصيل أي بمتوسط أداء مجموعات من المتعلمين وليس بكل طالب بشكل فردي، وبالتالي لا نستطيع اتخاذ قرارات أو وضع سياسات تتعلق بالممارسات التربوية بحيث تضع كل المتعلمين في الاعتبار ولكن نهتم فقط بالمتعلم المتوسط،.
أما الملاحظة الثانية، هي أن لا تتيح درجات التحصيل بشكلها الحالي الإجابة علي السؤال الهام الذي يدور في أذهاننا ونحاول جميعاً الإجابة عنه وهو هل قامت المؤسسة كمؤسسة تعليمية أو المعلم كشخص مؤهل ومتخصص للقيام بوظيفة التعليم ما ينبغى القيام به نحو نمو تحصيل كل طالب في المؤسسة؟ ما هو مقدار النمو الذي حققه المتعلم بسبب وجوده في المؤسسة أو لأن معلم بعينه يقوم بتعليم هذا المتعلم؟ ما القيمة التي أضافتها المؤسسة أو المعلم لنمو تحصيل المتعلم؟ لاحظ هنا عزيزي القارئ تعبير "كل طالب" حيث الاهتمام بنمو المتعلم كفرد وليس المتعلم المتوسط فقط. مثل هذه الأسئلة وغيرها هو التعبير الحقيقي والموضوعي عن جودة التعليم في مدارسنا وجامعاتنا، ومن ثم ينبغي الاهتمام بكيفية الإجابة علي هذا النوع من الأسئلة للوصول لتقييم أكثر موضوعية لجودة التعليم في مؤسسات التعليم قبل الجامعي والجامعي.
أما إذا عبرنا عن نمو تحصيل المتعلم بمقدار التقدم الذي يحققه المتعلم خلال العام الدراسي فأنه يمكن الحصول على الشكل الأتى:
ويلاحظ من شكل (2) نمو كل طالب علي حدة في التحصيل خلال العام الدراسي وهو ما يتمشي مع المفاهيم السابقة المتعلقة بتفريد التعليم، كما يمكننا أيضا مقارنة أداء المتعلم بنفسه خلال السنوات الدراسية ومتابعة مي تقدم (أو تأخر) تحصيله عبر الزمن كما يتضح من الشكل (3). •ويٌعد تقييم القيمة المضافة أحد المداخل الحديثة والمبتكرة التي تعتمد علي دراسة نمو التحصيل لكل طالب بدلاً من متوسط تحصيل المتعلمين كمتغير رئيسي. وعلي ذلك فإن تقييم القيمة المضافة بصفة عامة ما هو إلا طريقة جديدة لتحليل البيانات التي تقيس كل من التعليم والتعلم.
•ويمكن باستخدام هذا المدخل التنبؤ بالقيمة التي يضيفها التعليم إلي نمو تعلم المتعلمين اعتماداً علي نمو تعلمه في السنوات السابقة. وبالتالي يمكن الحكم علي كل طالب من متعلمين المؤسسة في سنة دراسية معينة ويدرسون مقرر معين، إذا ما كانوا (وبشكل فردي) ينمون في تحصليهم بالمعدل المتوقع أو بمعدل أقل أو أكبر من المتوقع.
•كما يمكن باستخدام تقييم القيمة المضافة الوصول لأثر ومردود impact معلم معين أو مدرسة معينة علي نمو تحصيل طالب معين أو مجموعة متعلمين إذا ما نظرنا للأشكال البيانية التي توضح هذا النمو عبر عدة اعوام دراسية بشكل طولي.
1.تطبيق نظم المحاسبية كمدخل لاصلاح التعليم.
فكما ذكرنا، يعتمد المفهوم الأساسي لمدخل القيمة المضافة علي أنه ينبغى علي كل مدرسة إضافة قيمة إيجابية لكل طالب من متعلمينها بصرف النظر عن مستوي هذا المتعلم وقدراته وإمكانته. ولكن من العادل أيضاً أن نقول أن ما يضاف من قيمة كماً وكيفاً يعتمد علي المتعلم نفسه، فلكي نحكم علي المؤسسة أو المعلم من حيث جودة التعليم ينبغى أن توضع خصائص المتعلم ومستواه وقدراته في الاعتبار وهذا هو أساس مدخل القيمة المضافة.
فمن خلال تحليل القيمة المضافة، يمكن معرفة اسهامات المعلمين فى تقدم المتعلمين بمقارنة نتائج تقويم المتعلم فى الفصل مع نتائج نهاية العام، فاذا كان هناك تساوى فى النتائج فان هذا يعنى ان التدريس فعال. والعكس، اذا كانت النتائج غير متساوية فهذا يعنى ان التدريس غير فعال.وفى حالة وجود متعلمين يتساوى اداءهم فى الفصول مع الاختبار النهائى والبعض الاخر لايتساوى مع الاختبار النهائى فيمكن ارجاع ذلك الى التاثيرات الخارجية خارج نطاق تأثير المعلم. •قد يقفز إلي الذهن هنا سؤال منطقي وبديهي: كيف يمكن لمدخل تقييم القيمة المضافة تصنيف الإسهامات التي قام بها المعلم في نمو تحصيل المتعلم، من تلك الإسهامات التي ترجع إلي المتعلم نفسه؟ الإجابة هنا ترجع للطريقة الجديدة التي تستخدم في تقييم القيمة المضافة والتي لم تكن موجودة من قبله وهي وحدة التحليل: المتعلم الواحد individual student أو الفصل الواحد أو المؤسسة الواحدة أو غيرها من الوحدات. لأن متابعة نمو التحصيل تتم علي مستوي كل طالب علي حدي بدلاً من مجموعات المتعلمين student cohorts (وهو الأسلوب الذي ساد قبل ظهور وانتشار تقييم القيمة المضافة)،
•فلأن كل أداء كل طالب يعتبر هو نقطة البداية baseline التي تستخدم لمقارنة أداؤه بها فيما بعد، وبهذا يتم عزل (أو إلغاء أثر) عدد كبير من المتغيرات التي ترجع لخصائص المتعلم والتي من أهمها -كما ذكرنا- المستوي الاقتصادي الاجتماعي. وبهذا فإن القيمة المتوقعة لتحصيل كل طالب يمكن تقديرها أو التنبؤ بها، فإذا حصل طالب علي قيمة أعلي من المتوقعة المتنبؤ بها، فإنه من المنطقي أن ذلك الفرق بين القيمة المتوقعة والقيمة الفعلية هي القيمة المضافة التي ترجع إلي المعلم وليس إلي خصائص المتعلم نفسه.
دراسة العوامل الاجتماعية الاقتصادية فى علاقتها بنمو التحصيل
وبالرغم من أن العديد من الدراسات تؤكد علي أن المستوي الاقتصادي الاجتماعي من أهم العوامل المؤثرة في تحصيل المتعلمين، فعلي سبيل المثال توصل هيرشبرج وزملاءه (Hershberg, Simon, & Lea-Kruger, 2004) إلي أن المعلم يعتبر أحد أهم المنبئات ذات الكفاءة المرتفعة بنمو تحصيل المتعلمين حتى بالمقارنة بغيرها من المتغيرات التي كانت سابقاً تعتبر علي درجة عالية من الأهمية مثل مستوي دخل الأسرة. ولكن لإجراء دراسة تتحكم في متغير المستوي الاقتصادي الاجتماعي من حيث أثره علي نمو التحصيل الدراسي ينبغى أن نقوم بوضع أطفال من مستوي اقتصادي اجتماعي مرتفع في مدارس تنتمي للمناطق المنخفضة المستوي الاقتصادي الاجتماعي، والعكس بالعكس وضع أطفال من مستوي اقتصادي اجتماعي منخفض في مدارس تنتمي للمناطق المرتفعة المستوي الاقتصادي الاجتماعي. ولأن هذا يستحيل علي المستوي العملي، تبرز أهمية استخدام مدخل إحصائي للقيام بذلك، إلا وهو تقييم القيمة المضافة.
وبالتالى هناك مخرجات للقيمة المضافة:1.نمو المتعلم خلال العام وعبر السنوات السابقة.
2.نتائج الفصول اعتمادا على نتائج المتعلمين خلال السنوات الثلاثة الاخيرة.
3.نتائج المؤسسات والادارات وتوافقها مع نتائج التقويم داخل الفصول فى السنوات الثلاثة الاخيرة.
4.تقديم اسهامات المعلم فى نمو المتعلمين مع الاخذ فى الاعتبار العوامل التى تخرج عن نطاق عمل المعلم والمؤسسة متل العوامل الاحتماعية والاقتصادية.
5.تقدم درجات المتعلمين الخاصة بكل معلم وبالتالى يمكن وصف الفروق فى اداء المعلم عبر فترة زمنية معينة، مع توقع ارتفاع متوسط اداء المتعلمين فى فصولهم مما يشير الى "فاعلية المعلم"
ومن ثم تعتبر من اهم مزايا القيمة المضافة ما يلى:1.زيادة قدرة القيادات التربوية على اصدار احكام عادلة عن فاعلية المؤسسات التعليمية.
2.اثراء قدرة المعلمين على تقديم دعم مركز لتعلم المتعلمين.
3.استناد صانعى السياسات على بياانت تفصيلية عبر الزمن فى صنع قرارات تتعلق بكيفية تحسين البرامج التعليمية.
4.زيادة فهم اولياء الامور المتعلمين عن النمو الاكاديمى لابنائهم الذى حدث داخل المؤسسة التعليمة.
5.تقديم معلومات ثرية تشخيصية للمتعلمين لرفع مستوى ادائهم فى المواد الدراسية الاساسية من فصل دراسى أو عام دراسى الى آخر.
الخطوات الاجرائية لتطبيق نظام القيمة المضافة1.وضع الاهداف الاستراتيجية (السياسات التعليمية) لقياس اداء المؤسسة
2.عرض واستخدام معلومات القيمة المضافة
3.جودة البيانات
4.اختيار نموذج القيمة المضافة المناسبة
5.استراتيجيات الاتصال ومشاركة الاطراف المعنية
6.التدريب
تطبيق نظام القيمة المضافة لتقييم ومتابعة نمو المتعلمين للتعليم قبل الجامعى
تقديم معلومات القيمة المضافة ونتائج القيمة المضافة للمؤسسة ينبغى ان تأخذ فى الاعتبار قضية "أفضل طريقة لعرض معلومات احصائية" التى يمكن ان تكون معقدة للمستفدين من غير الاحصائيين (غير المتخصصين)، وينبغى ان يكون العرض واضح يتسم بالشفافية حتى يحقق الفائدة المرجوة منه للاطراف المعنية. وهناك العديد من الخطوات لتيسير مشكلات التفسير وتسهل الفهم الفعال لدرجات القيمة المضافة لمعرفة تحقيق الاهداف الاستراتيجية (السياسات التعليمية)، فالوضوح متطلب مهم لتحقيق كل هدف من خلال بساطة العرض.
ويتضمن تقارير تحليل القيمة المضافة ما يلى:1. تقارير تحليل يغطى التحصييل والتقدم فى أداء المتعلمين فى جميع المراحل التعليمية ومدى تقدم المتعلمين.
2.معلومات سياقية عن المؤسسة، يشمل المقارنة مع المؤسسات الاخرى على المستوى القومى.
3.التحليل على مستوى السؤال، يسمح للمدارس فحص اداء المتعلمين فى جميع المواد الدراسية.
بيانات على مستوى المتعلم لاعطاء معلومات عن مجموعات التدريسجودة التعليم فى ضوء القيمة المضافة
اعداد
أ.م.د/هشام حبيب الحسيني
أستاذ مساعد بالمركز القومى للإمتحانات والتقويم التربوى
مسئول المكتب الفنى للتعليم قبل الجامعى بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم
مقدمة
ان تقويم المؤسسات التعليمية بما تشتمل عليه من مدخلات وعمليات ونواتج تعلم يتطلب الحصول على البيانات والمعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات صائبة توجه مسار العمل التربوى وتطوره. مما يزيد من مسئولية المؤسسات التعليمية فى أداء الأدوار المنوطة بها، وتوظيفها توظيفا فاعلا لتحقيق نواتج التعلم المستهدفة للمتعلمين فى ضوء المستويات المعيارية للمناهج الدراسية، وما يتعلق بها من العناصر المتمثلة فى المعلم، المتعلم، الإدارة.المدرسية وغير ذلك من مؤشرات ودلائل لتحقيق هذه المعايير المرجوة .
القيمة المضافة:
تعد القيمة المضافة طريقة لتحليل بيانات الاختبارات مع مراجعة نتائجها فى الصفوف السابقة للتنبؤ بنمو المتعلمين، والتعرف على اسباب هذا التوقع لنواتج التعلم المستهدفة، كم يمكن التعرف على اسهام المؤسسة فى تقدم المتعلمين نحو تحقيق اهداف التعليم المحددة (مثل، التحصيل المعرفى)‘ ويعتبر الاسهام نتيجة للعوامل المختلفة داخل المؤسسة نتيجة عوامل القدرة المؤسسية المتمثلة فى الموارد المادية والبشرية، نظم متابعة المتعلمين، المحاسبية على المستوى الفردى والجماعى، سياسة المؤسسة، ثقافة المؤسسة وغيرها، أو عوامل الفاعلية التعليمية المتمثلة فى استرتيجيات التدريس، التفاعل بين المعلم والمتعلمين، مناخ التدريس فى الفصل، الانشطة الصفية والانشطة اللاصفبة وغيرها، والتى تسهم فى تقدم المتعلمين، بغض النظر اذا كان المتعلم قد بدأ العام الدراسى بمستوى يفوق فرقته الدراسية أوأدنى منها. فالنمو السنوى المتوقع للمتعلم يعد فحوى منهجية القيمة المضافة، وبذلك تلقى نتائج هذا التقييم الضوء على اسهام المؤسسات التعليمية فى تقدم تعلم كل طالب. ويستفاد من هذه النتائج فى التقييم الموضوعى للمعلمينن وفاعلية المؤسسات التعليمية بما يساعد فى اتخاذ قرارات تربوية تستند الى بيانات واقعية طولية –اى عبر الزمن- وذلك بالنسبة لكل طالب وكل معلم ومقرر دراسى.
اسس القيمة المضافة:1.يسمح الاختبار السنوى للمتعلمين للباحثين بتتبع "النمو المتوقع" للمتعلمين.
2.يحقق المعلمون الذين حقق متعلميهم اكثر من المتوقع "قيمة مضافة مرتفعة".
3.لا تعتبر القيمة المضافة اختبار انما طريقة احصائية لحساب مقدار النمو للمتعلمين عبر فترة زمنية محددة من خلال نتائج الاختبارات.
4.تسمح لنا القيمة المضافة بتحديد مقدار النمو الاكاديمى للمتعلمين على مستوى كل من الفصل، والادارة التعليمية.
اهمية نماذج القيمة المضافة:1.التحول من قياس التحصيل الدراسي إلي قياس النمو التحصيلي.
2.تطبيق نظم المحاسبية كمدخل لاصلاح التعليم.
3.دراسة العوامل الاجتماعية الاقتصادية فى علاقتها بنمو التحصيل
1.التحول من قياس التحصيل الدراسي إلي قياس النمو التحصيلي
قد يقفز إلي الذهن سؤال، ما الفرق الاساسى بين تقييم القيمة المضافة وغيره من المداخل التي تعتمد علي رصد نمو تعلم المتعلم والتي من أشهرها مدخل النمو السنوي الكافي adequate yearly progress (AYP)؟ حيث يركز مدخل النمو السنوي الكافي يركز علي أن متعلمين كل مدرسة لابد أن يصلوا لمستوي كاف من التحصيل في مجموعة من المواد الدراسية لكي ينتقل إلي سنة دراسية أعلي، ولكي يتم التأكد من ذلك لابد من متابعة نمو تحصيلهم سنوياً. في حين أن مدخل القيمة المضافة يهتم بتقدم ونمو تحصيل كل طالب دون أن يكون هناك مستوي محدد ينبغى أن يجتازه كل المتعلمين بصرف النظر عن مستوياتهم التحصيلية السابقة. فتقييم القيمة المضافة يقيم نمو تحصيل المتعلم خلال عام دراسي كامل ويحدد ما إذا كان هذا النمو التحصيلي يتناسب مع سنة دراسية كاملة أم لا، وذلك لكل طالب وفقاً لنقطة بدايته الخاصة به وليس وفقاً لنقطة بداية مشتركة تهمل الفروق الفردية بين المتعلمين في البداية.
فنماذج القيمة المضافة تحاول التغلب على هذه المشكلات من خلال دمج مستويات التحصيل السابقة للمتعلم، ومنها على سبيل المثال، خصائص السياق. وهذا ما يجعل هناك امكانية لتحليل مدى التقدم فى اداء المتعلم لمعرفة تأثيرات المتغيرات المختلفة التى تؤثر فى تقدمهم الدراسى، ومن ثم أظهار ثقة كبيرة فى تفسير قياس اداء المؤسسة.
وقد توصلت العديد من الدراسات أن المتغيرات المتعلقة بالأسرة أكثر أهمية من المتغيرات المتعلقة بالمؤسسة، مثل مستوي وظيفة الأب والأم، عدد سنوات الدراسة السابقة، الاتجاهات الايجابية نحو التعليم وقيمته، الخبرات السابقة التي حصلها المتعلم خارج المؤسسة عن طريق القراءة والاحتكاك بثقافات أخري (عن طريق السفر والرحلات مثلاً)، والمستوي الثقافي والاجتماعي للأسرة. ويلاحظ هنا ملاحظتين،
اولهما، أن الاهتمام هنا بمتوسط التحصيل أي بمتوسط أداء مجموعات من المتعلمين وليس بكل طالب بشكل فردي، وبالتالي لا نستطيع اتخاذ قرارات أو وضع سياسات تتعلق بالممارسات التربوية بحيث تضع كل المتعلمين في الاعتبار ولكن نهتم فقط بالمتعلم المتوسط،.
أما الملاحظة الثانية، هي أن لا تتيح درجات التحصيل بشكلها الحالي الإجابة علي السؤال الهام الذي يدور في أذهاننا ونحاول جميعاً الإجابة عنه وهو هل قامت المؤسسة كمؤسسة تعليمية أو المعلم كشخص مؤهل ومتخصص للقيام بوظيفة التعليم ما ينبغى القيام به نحو نمو تحصيل كل طالب في المؤسسة؟ ما هو مقدار النمو الذي حققه المتعلم بسبب وجوده في المؤسسة أو لأن معلم بعينه يقوم بتعليم هذا المتعلم؟ ما القيمة التي أضافتها المؤسسة أو المعلم لنمو تحصيل المتعلم؟ لاحظ هنا عزيزي القارئ تعبير "كل طالب" حيث الاهتمام بنمو المتعلم كفرد وليس المتعلم المتوسط فقط. مثل هذه الأسئلة وغيرها هو التعبير الحقيقي والموضوعي عن جودة التعليم في مدارسنا وجامعاتنا، ومن ثم ينبغي الاهتمام بكيفية الإجابة علي هذا النوع من الأسئلة للوصول لتقييم أكثر موضوعية لجودة التعليم في مؤسسات التعليم قبل الجامعي والجامعي.
أما إذا عبرنا عن نمو تحصيل المتعلم بمقدار التقدم الذي يحققه المتعلم خلال العام الدراسي فأنه يمكن الحصول على الشكل الأتى:
ويلاحظ من شكل (2) نمو كل طالب علي حدة في التحصيل خلال العام الدراسي وهو ما يتمشي مع المفاهيم السابقة المتعلقة بتفريد التعليم، كما يمكننا أيضا مقارنة أداء المتعلم بنفسه خلال السنوات الدراسية ومتابعة مي تقدم (أو تأخر) تحصيله عبر الزمن كما يتضح من الشكل (3). •ويٌعد تقييم القيمة المضافة أحد المداخل الحديثة والمبتكرة التي تعتمد علي دراسة نمو التحصيل لكل طالب بدلاً من متوسط تحصيل المتعلمين كمتغير رئيسي. وعلي ذلك فإن تقييم القيمة المضافة بصفة عامة ما هو إلا طريقة جديدة لتحليل البيانات التي تقيس كل من التعليم والتعلم.
•ويمكن باستخدام هذا المدخل التنبؤ بالقيمة التي يضيفها التعليم إلي نمو تعلم المتعلمين اعتماداً علي نمو تعلمه في السنوات السابقة. وبالتالي يمكن الحكم علي كل طالب من متعلمين المؤسسة في سنة دراسية معينة ويدرسون مقرر معين، إذا ما كانوا (وبشكل فردي) ينمون في تحصليهم بالمعدل المتوقع أو بمعدل أقل أو أكبر من المتوقع.
•كما يمكن باستخدام تقييم القيمة المضافة الوصول لأثر ومردود impact معلم معين أو مدرسة معينة علي نمو تحصيل طالب معين أو مجموعة متعلمين إذا ما نظرنا للأشكال البيانية التي توضح هذا النمو عبر عدة اعوام دراسية بشكل طولي.
1.تطبيق نظم المحاسبية كمدخل لاصلاح التعليم.
فكما ذكرنا، يعتمد المفهوم الأساسي لمدخل القيمة المضافة علي أنه ينبغى علي كل مدرسة إضافة قيمة إيجابية لكل طالب من متعلمينها بصرف النظر عن مستوي هذا المتعلم وقدراته وإمكانته. ولكن من العادل أيضاً أن نقول أن ما يضاف من قيمة كماً وكيفاً يعتمد علي المتعلم نفسه، فلكي نحكم علي المؤسسة أو المعلم من حيث جودة التعليم ينبغى أن توضع خصائص المتعلم ومستواه وقدراته في الاعتبار وهذا هو أساس مدخل القيمة المضافة.
فمن خلال تحليل القيمة المضافة، يمكن معرفة اسهامات المعلمين فى تقدم المتعلمين بمقارنة نتائج تقويم المتعلم فى الفصل مع نتائج نهاية العام، فاذا كان هناك تساوى فى النتائج فان هذا يعنى ان التدريس فعال. والعكس، اذا كانت النتائج غير متساوية فهذا يعنى ان التدريس غير فعال.وفى حالة وجود متعلمين يتساوى اداءهم فى الفصول مع الاختبار النهائى والبعض الاخر لايتساوى مع الاختبار النهائى فيمكن ارجاع ذلك الى التاثيرات الخارجية خارج نطاق تأثير المعلم. •قد يقفز إلي الذهن هنا سؤال منطقي وبديهي: كيف يمكن لمدخل تقييم القيمة المضافة تصنيف الإسهامات التي قام بها المعلم في نمو تحصيل المتعلم، من تلك الإسهامات التي ترجع إلي المتعلم نفسه؟ الإجابة هنا ترجع للطريقة الجديدة التي تستخدم في تقييم القيمة المضافة والتي لم تكن موجودة من قبله وهي وحدة التحليل: المتعلم الواحد individual student أو الفصل الواحد أو المؤسسة الواحدة أو غيرها من الوحدات. لأن متابعة نمو التحصيل تتم علي مستوي كل طالب علي حدي بدلاً من مجموعات المتعلمين student cohorts (وهو الأسلوب الذي ساد قبل ظهور وانتشار تقييم القيمة المضافة)،
•فلأن كل أداء كل طالب يعتبر هو نقطة البداية baseline التي تستخدم لمقارنة أداؤه بها فيما بعد، وبهذا يتم عزل (أو إلغاء أثر) عدد كبير من المتغيرات التي ترجع لخصائص المتعلم والتي من أهمها -كما ذكرنا- المستوي الاقتصادي الاجتماعي. وبهذا فإن القيمة المتوقعة لتحصيل كل طالب يمكن تقديرها أو التنبؤ بها، فإذا حصل طالب علي قيمة أعلي من المتوقعة المتنبؤ بها، فإنه من المنطقي أن ذلك الفرق بين القيمة المتوقعة والقيمة الفعلية هي القيمة المضافة التي ترجع إلي المعلم وليس إلي خصائص المتعلم نفسه.
دراسة العوامل الاجتماعية الاقتصادية فى علاقتها بنمو التحصيل
وبالرغم من أن العديد من الدراسات تؤكد علي أن المستوي الاقتصادي الاجتماعي من أهم العوامل المؤثرة في تحصيل المتعلمين، فعلي سبيل المثال توصل هيرشبرج وزملاءه (Hershberg, Simon, & Lea-Kruger, 2004) إلي أن المعلم يعتبر أحد أهم المنبئات ذات الكفاءة المرتفعة بنمو تحصيل المتعلمين حتى بالمقارنة بغيرها من المتغيرات التي كانت سابقاً تعتبر علي درجة عالية من الأهمية مثل مستوي دخل الأسرة. ولكن لإجراء دراسة تتحكم في متغير المستوي الاقتصادي الاجتماعي من حيث أثره علي نمو التحصيل الدراسي ينبغى أن نقوم بوضع أطفال من مستوي اقتصادي اجتماعي مرتفع في مدارس تنتمي للمناطق المنخفضة المستوي الاقتصادي الاجتماعي، والعكس بالعكس وضع أطفال من مستوي اقتصادي اجتماعي منخفض في مدارس تنتمي للمناطق المرتفعة المستوي الاقتصادي الاجتماعي. ولأن هذا يستحيل علي المستوي العملي، تبرز أهمية استخدام مدخل إحصائي للقيام بذلك، إلا وهو تقييم القيمة المضافة.
وبالتالى هناك مخرجات للقيمة المضافة:1.نمو المتعلم خلال العام وعبر السنوات السابقة.
2.نتائج الفصول اعتمادا على نتائج المتعلمين خلال السنوات الثلاثة الاخيرة.
3.نتائج المؤسسات والادارات وتوافقها مع نتائج التقويم داخل الفصول فى السنوات الثلاثة الاخيرة.
4.تقديم اسهامات المعلم فى نمو المتعلمين مع الاخذ فى الاعتبار العوامل التى تخرج عن نطاق عمل المعلم والمؤسسة متل العوامل الاحتماعية والاقتصادية.
5.تقدم درجات المتعلمين الخاصة بكل معلم وبالتالى يمكن وصف الفروق فى اداء المعلم عبر فترة زمنية معينة، مع توقع ارتفاع متوسط اداء المتعلمين فى فصولهم مما يشير الى "فاعلية المعلم"
ومن ثم تعتبر من اهم مزايا القيمة المضافة ما يلى:1.زيادة قدرة القيادات التربوية على اصدار احكام عادلة عن فاعلية المؤسسات التعليمية.
2.اثراء قدرة المعلمين على تقديم دعم مركز لتعلم المتعلمين.
3.استناد صانعى السياسات على بياانت تفصيلية عبر الزمن فى صنع قرارات تتعلق بكيفية تحسين البرامج التعليمية.
4.زيادة فهم اولياء الامور المتعلمين عن النمو الاكاديمى لابنائهم الذى حدث داخل المؤسسة التعليمة.
5.تقديم معلومات ثرية تشخيصية للمتعلمين لرفع مستوى ادائهم فى المواد الدراسية الاساسية من فصل دراسى أو عام دراسى الى آخر.
الخطوات الاجرائية لتطبيق نظام القيمة المضافة1.وضع الاهداف الاستراتيجية (السياسات التعليمية) لقياس اداء المؤسسة
2.عرض واستخدام معلومات القيمة المضافة
3.جودة البيانات
4.اختيار نموذج القيمة المضافة المناسبة
5.استراتيجيات الاتصال ومشاركة الاطراف المعنية
6.التدريب
تطبيق نظام القيمة المضافة لتقييم ومتابعة نمو المتعلمين للتعليم قبل الجامعى
تقديم معلومات القيمة المضافة ونتائج القيمة المضافة للمؤسسة ينبغى ان تأخذ فى الاعتبار قضية "أفضل طريقة لعرض معلومات احصائية" التى يمكن ان تكون معقدة للمستفدين من غير الاحصائيين (غير المتخصصين)، وينبغى ان يكون العرض واضح يتسم بالشفافية حتى يحقق الفائدة المرجوة منه للاطراف المعنية. وهناك العديد من الخطوات لتيسير مشكلات التفسير وتسهل الفهم الفعال لدرجات القيمة المضافة لمعرفة تحقيق الاهداف الاستراتيجية (السياسات التعليمية)، فالوضوح متطلب مهم لتحقيق كل هدف من خلال بساطة العرض.
ويتضمن تقارير تحليل القيمة المضافة ما يلى:1. تقارير تحليل يغطى التحصييل والتقدم فى أداء المتعلمين فى جميع المراحل التعليمية ومدى تقدم المتعلمين.
2.معلومات سياقية عن المؤسسة، يشمل المقارنة مع المؤسسات الاخرى على المستوى القومى.
3.التحليل على مستوى السؤال، يسمح للمدارس فحص اداء المتعلمين فى جميع المواد الدراسية.
بيانات على مستوى المتعلم لاعطاء معلومات عن مجموعات التدريس