هل أنت ملتزم بالتوجيهات التي تعطيها لمرؤوسيك ؟ إن الكثير من المدراء يقومون بتغيير الأوامر والتوجيهات التي يصدروها إلى مرءوسيهم بصفة مستمرة. إذ إنهم قد يغيرون أولوياتهم في العمل ويعيدون ترتيبها من أسبوع لآخر ومن يوم لآخر. وحتى في حالة المبادرات الكبيرة والطويلة المدى, فإنها تخضع للكثير من التغيرات بمرور الوقت دون أي توضيح أو تفسير مقبول.
وبالطبع فإن هناك دائماً أسباباً معقولة وجيدة لتلك التغييرات, إذ أن المشرف على العمل يكون ملتزماً بالعمل طبقاً لأولويات مديره التالي. كما أن هذا المدير التالي يقوم بالتصرف على ضوء التغييرات التي تحدث في أوضاع المؤسسة. وعليه فإنه يتم تغيير أولويات العمل تباعاً. ولكن بالرغم من وجود العديد من الأسباب الجيدة لهذا التغيير في الاتجاهات, فإن العاملين يرونها على أنها مجرد تغييرات غير مفهومة لاتجاهات العمل.
وكنتيجة لهذا فإن الأمر يبدو للعاملين وكأن الإدارة لا تستطيع أن تقرر ما الذي تريد أن تفعله في المرحلة القادمة. فالمديرون في هذه الحالة يتقدمون في اتجاه معين ثم يتخذون اتجاهاً آخر ثم يتقهقرون إلى الوراء. وفي كل اتجاه من تلك الاتجاهات فإنهم يتوقعون الالتزام التام من قبل مرؤوسيهم.
هل سبق لك وأن سألت أحد العاملين عن رأيه في مستوى ذكاء رئيسه في العمل؟ في العادة يقيّم العاملون مستوى ذكاء مديرهم المباشر على أنه متوسط ولكنه لا يكون بالطبع على نفس مستوى ذكائهم, كما أنهم يقيمون مستوى ذكاء المدير التالي على أنه أقل وهكذا. ومن وجهة نظر العاملين فإنه كلما ارتفعنا في التدرج الإداري قل مستوى الذكاء لدى هؤلاء المديرين. ويتم رؤية أعلى المستويات الإدارية على أنها على أنها تفتقر إلى الاهتمام بما يجري من أحداث. فإذا ما صادف العاملون في طريقهم أحد المدراء الذي يكون على نفس مستوى ذكاء رئيس مجلس إدارة المؤسسة التي يعملون بها, فإنهم سوف يقومون على الفور بالاصطدام به دون أي شعور بتأنيب الضمير. إن هذا الموضوع قد لا يبدو مألوفاً ولكنه على درجة كبيرة من الأهمية مما جعلني أشعر أنه من واجبي أن أعرضه عليك في خطوط كبيرة وذلك للتأكيد على أهمية (وقد تفكر في تكبير المقولة التالية ووضعها على مكتب حتى تتجنب ارتكاب هذا الخطأ الشائع).